قدم عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المكلف بتشكيلها، نصائحه إلى الطلبة المهندسين بالمضي قدما في طريق النجاح، وأهمها عدم الاهتمام بالرواتب، وخاصة المرتفعة، معتبرا أنها بمثابة « فخ لتجميد أصحابها ».
وخلال كلمة له بملتقى الطلبة المهندسين، المنظم اليوم الأربعاء بالرباط، قال بنكيران: « الرواتب الكبرى تعمل على تجميد أصحابها فلا يستطيعون مغادرة المؤسسات التي يشتغلون بها خوفا من فقدان هذا الراتب »، وأردف قائلا: « يقولون إذا غادرت من أين لي أن أحصل على 50 أو 40 ألف درهم ».
وروى بنكيران على مسامع الحاضرين الموعد تجربته الخاصة مع الرواتب المرتفعة، قائلا: « حينما كنت برلمانيا بسلا كنت أمنح الحزب 8000 درهم، وقد كنت كريما معهم حينها، والسبب هو أنني لم أرد أن أعتاد على أموال البرلمان لأنني لن أظل برلمانيا دائما ».
في المقابل، شجع رئيس الحكومة على القيام بعمل ذاتي ومقاولات خاصة، وقال: « العمل بشكل ذاتي يجر الربح لصاحبه ويستطيع من خلاله أن يجني راتب عام كامل خلال يوم واحد، والأكثر من ذلك فهو يشتغل ويُشغل المغاربة برفقته ».
وعدّد رئيس الحكومة ما اعتبرها شروطا للنجاح، أهمها الثقة وتحمل المسؤولية وتجنب الغرور، مؤكدا أنه غالبا ما لا يجد موظفين تتوفر فيهم هذه الصفات، وقال: « في عدد من المرات أجد صعوبة في إيجاد الشخص المناسب صاحب الكفاءة ».
واعتبر بنكيران أن الطلبة المهندسين لا يجدون مشكلا في إيجاد عمل « نظرا لأنهم مندمجون في المجتمع ويؤدون خدمة له »، معلقا بالقول: « نجحنا في تكوين المهندسين، وبالتالي فتعليمنا ليس كما يقال عنه ويسيء لنا ».
وتحدث رئيس الحكومة، في هذا الإطار، عن ما أسماه « رغبة المغربي في جلد الذات »، قائلا: « في بلدنا العزيز نحب جلد الذات، أي شيء مغربي ليس على ما يرام بالنسبة لنا ».
وعلق بنكيران قائلا: « العكس هو الصحيح، أشياء كثيرة تدعو إلى الافتخار والاعتزاز، والمواطنون العاديون مثلي ومثلكم هم من كانوا السبب فيها، وهو ما يمكن اعتباره حافزا لنا »، ونادى بضرورة بذل مزيد من المجهود لتحقيق تقدم أكبر.
عن موقع هسبريس