لم تعد المحاضرات الجامعية حِكرا على الطلبة داخل مُدرجات مغلقة؛ ذلك أن عددا من الأساتذة الجامعيين بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية باتوا يعمدون إلى بث محاضراتهم عبر استعمال تقنية المباشر على موقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك »، وهي المبادرة التي تروم « تعميم التعليم وتيسيره للجميع ».
المبادرة الأولى من نوعها وطنيا وضع لمساتها الأولى أستاذ القانون التجاري بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالمحمدية محمد طارق، الذي عمل على نقل محاضراته يومي الاثنين والخميس على صفحته الخاصة؛ لتبادر الكلية إلى نشر المحاضرات التي وصلت إلى ثمان على صفحتها الرسمية كذلك؛ فيما سعى عدد من أساتذة الكلية نفسها إلى بث فيديوهات محاضراتهم، كمحمد زين الدين ومحمد المرابط ومحمد المسلومي.
ولاقت الخطوة تجاوب ومتابعة عدد كبير من الطلبة، خاصة منهم الموظفون، بالإضافة إلى نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي داخل المغرب وخارجه؛ فيما تصِل عدد المشاهدات الخاصة بكل محاضرة إلى أزيد من 30 ألف مشاهدة، يعمد خلالها المتتبعون إلى التفاعل بإيجابية مع أفكار المحاضرات ومناقشتها.
محمد زين الدين، أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق بالمحمدية، أحد الأساتذة الجامعيين الذين جعلوا من صفحاتهم الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك » منصة لنشر العلم والمعرفة القانونية، ولفَت إلى أن المُبادرة تساهم في خلق إشعاع للجامعات المغربية، كما تُبرز الكفاءات المهمة التي تزخر بها الجامعة.
واعتبر زين الدين، في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أن مُشاهدين مغاربة وغيرهم من 30 دولة عبر العالم باتوا يتابعون المحاضرات، وأضاف أن هذه التقنية تساهم في مسايرة الجيل الجديد من الطلبة، وتعمل على المزاوجة بين الوسائل الديداكتيكية التقليدية والأساليب الحديثة.
واعتبر المتحدث ذاته أن المبادرة تُساعد الطلبة على إعادة مشاهدة المحاضرات وتدوين أفكارها، فضلا عن تحقيق الانفتاح على باقي مكونات المجتمع المدني، لافتا إلى أن كتلة المشاهدين تتجاوز الطلبة الجامعيين إلى باقي مُكونات المجتمع؛ ذلك أن المستفيد الأكبر هو المواطن الذي يثقف قانونيا، ما يدفع إلى رفع الوعي القانوني داخل المجتمع المغربي.
وعن إمكانية مساهمة المبادرة في إفراغ المدرجات من الطلبة، يرى الأستاذ الجامعي، أن جمهور الجامعة والمحاضرات هو نفسه، موضحا أن فئة معينة لها الشغف الكافي القمين بجعلها تحضر وتتابع، ومعتبرا أن المبادرة ستساهم في تخفيف الاكتظاظ داخل المؤسسات التعليمية ذات الاستقطاب المفتوح.
وأبدى المتحدث تفاجؤه بحجم المتابعة والتفاعل الكبيرين مع المبادرة، مبرزا أن عددا كبيرا من المغاربة وغيرهم قاموا بتثمين التجربة والتنويه بها ودعوا إلى تعميمها، ومشيرا إلى أن « مبادرة البث المباشر تتطلب كفاءة عالية في التواصل وتمكنا علميا رفيعا وقدرة على ضبط مدرج ممتلئ »، على حد قوله.
عن موقع هسبريس