لم يتزحْزَح المغربُ كثيرًا في ترتيبهِ بمؤشر 2014 العالمِي للتنميَة البشريَّة ، وقدْ حلَّ في المرتبة الـ129، بين 187 دولةً شملها التصنيفُ في المجمل، متخلفًا بذلك، عنْ اللحاق بكثيرٍ من دول المنطقَة، منهَا الجزائر التِي جاءتْ متقدمَةً على المملكة، في التصنيف بـ38 درجةً، على إثر حلولها في المركز الثالث والتسعِين عالميًّا.
التصنيفُ الأممِي بوأَ المغربَ مرتبةً بين دول كتيمور الشرقيَّة وناميبيَا، والهندرواس التي حلتْ بدورها في المرتبة 129، بالنظرِ إلى منحِ التصنيفِ مرتبةً واحدة لكثيرٍ من الدول، فيما جاءتْ المملكةُ متبوعةً بــ »فانواتُو » وهيَ جمهوريَّة تقعُ في المحيط الهادئ، ثمَّ ناكاراغوَوا وكيراباتِي.
وعلى صعِيد العالم العربِي، كانت قطر أفضل دولة في العالم العربِي من حيثُ مؤشر التنمية البشريَّة، بعدما حلتْ في المرتبة الحادية والثلاثِين عالميًّا، تليها السعوديَّة ثمَّ الإمارات العربيَّة المتحدة في المرتبة الثالثة، ثمَّ البحرين والكويت، لتكُون بذلك دول الخلِيج العربِي الأولى في التصنيف، أمام منطقتي شمال إفريقيا والشرق الأوسط، مستفيدةً في ذلك من ثروة النفط، التي تقامُ بها مشاريع لتحسين عيش الأفراد.
مغاربيًّا؛ كانتْ ليبيا الأولى في الترتيب، وقدْ تمكنت من الحلول في المركز الخامس والخمسين عالميًّا، تليها تونس في المرتبة الثانية (90 عالميًّا)، والجزائر في المرتبة الثالثة، بينما جاءَ المغرب، في المركز ما قبل الأخيرة، متقدمةً على موريتانيَا، التي حلتْ في المركز الـ161.
ودأبًا على عادتها، حلتْ النروِيجْ في صدارة دول العالم، ضمنَ المؤشر، أمام كلٍّ من أستراليَا وسويسرا، فيما جاءتْ هولندَا رابعة، والولايات المتحدَة خامسة، إلى جانبِ ألمانيَا، التيْ كانتْ السادسة، متبوعةً بكلٍّ منْ نيُوزيلنده وكندا وسنغافورة والدانمارك وإيرلندَا.
تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يلفتُ إلى أنَّهُ بالرغم من تحسين بعض الدول مراتبها في مؤشر التنمية البشريَّة، مثلَ زيمبابوي التي تمكنتْ من رفع معدل الحياة، بأربعة مراتٍ، قياسًا بالمعدل العالمِي، إلَّا أنَّ صدارةَ القائمة لا تزالُ حكرًا على الدول الاسكندنافيَّة كالنرويج والسويد، فيمَا تعُود دول من إفريقيا وجنوب الصحراء كَـإفريقيا الوسطى والكونغُو والنيجر لتتذيَّلَ العالم.
ويردفُ التقريرُ أنَّ وتيرة تقدم دول العالم على مستوى التنمية في الفترة ما بينَ 2008 وَ2013، تباطأت قياسًا بما كانتْ عليه بينَ عامَيْ 2000 وَ2008، سيمَا في دول الكاريبي والمنطقة العربيَّة، حيثُ تراجعَ معدل النمو السنوي للتنمية البشريَّة بخمسين في المائة تقريبًا.
ومنْ الدول التي تقهقرتْ بشكلٍ محلوظ في الترتيب، إفريقيا الوسطى وليبيا وسوريا، بسبب الحروب المندلعة فيها، والتِي أثرتْ بشكلٍ ملحوظٍ على مداخيل مواطنيهَا، والخدمات التي يستفيدُون منها في الصحَّة، كمَا في مناحي أخرى.
وينبهُ التقريرُ الأممِي إلى اتساع التفاوتات بين سكان بلدان كثيرة، أبرزها جنوب آسيا والمنطقة العربيَّة، في الوقت الذِي لا يزالُ كبار السن يشكلُون النسبة الأكبر من الأميين حول العالم، ولا يزالُ الصغار يجدُون صعوباتٍ في متابعة الدراسة بعد مرحلة الابتدائيَّة، إذَا ما مكنُوا أصلًا من الولوجِ إليها.
عن موقع: هسبريس