احتفاء بالدخول المدرسي والجامعي، يقيم مكتب طلبة المدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن بمدينة مكناس، أسبوعا للاندماج والتعارف، يرمي إلى تقديم المساعدة للطلبة المهندسين الجدد عبر مجموعة من الأنشطة ذات البعد التعارفي والإدماجي.
ويهدف هذا الحدث أساسا إلى محاربة ظاهرة « البيزوطاج » التي « تحول دون تحقيق الأهداف المنشودة عقب لقاء الطلبة الجدد بأولئك الذين سبقوهم بالمعاهد والمدارس العليا، وذلك بممارستهم لمظاهر مهينة وإعطاء أوامر لا تستجيب لأدنى شروط الاحترام والتقدير للطالب الجديد، بل قد تمس إنسانيته وكرامته »، وفق القائمين على الخطوة.
واحتفى الطلبة المهندسون بزملائهم الملتحقين حديثا، عبر تنظيم لقاء جمع طلبة السنة الأولى بمدير المدرسة وبعض الأطر الإدارية وبعض الأساتذة، والقيام بجولة داخل المدرسة. كما يضم البرنامج الممتد طيلة الأسبوع الجاري، زيارة لبعض المآثر التاريخية لمدينة مكناس قصد التعريف بالمدينة التي سيدرسون فيها، إضافة إلى محاضرات بحضور بعض خريجي المدرسة وأطر أخرى تعمل بمجال الهندسة.
وأكد حمزة ناهض، طالب مهندس بالسنة الثانية بالمدرسة المعروفة بـ »ENSAM »، وعضو مكتب الطلبة، سعيه رفقة زملائه إلى القطع مع ظاهرة « البيزوطاج » داخل مدارس المغرب العليا، والتي تؤدي إلى أضرار نفسية وجسدية وتمس بكرامة طالب لا زال يخطو خطواته الأولى في عالم جديد بعيدا عن أسرته وبيته، وفق تعبيره.
وأوضح ناهض في تصريح لجريدة « هسبريس »، أن التحاقه السنة المنصرمة بالمدرسة كان مرفوقا بتخوفات من ممارسات « البيزوطاج » في حقه قبل أن ينجلي خوفه عقب تفاجئهم بتنظيم أسبوع تعارفي وإدماجي، مؤكدا أن التعامل الإيجابي معه كان من بين أسباب التحاقه بمكتب الطلبة وحرصه على المساهمة في تنظيم هذه التظاهرة لزملائه الجدد، مناشدا طلبة باقي مدارس المهندسين والمعاهد التحضيرية بالمغرب إلى تعويض احتفال « البيزوطاج » المهين، بأنشطة مفيدة تساعد الطلبة الجدد على الاندماج.
من جهته، نوّه الطالب الملتحق حديثا بـ »ENSAM »، حمزة بنحدو، بالأنشطة الإدماجية المقامة داخل المؤسسة التعليمية، موضحا أن زملاءهم لاقوهم بالترحيب والتوجيه وإسداء النصائح وتوضيح كيفية التعامل مع مختلف الإعلانات والوثائق، زيادة على فتح الباب أمام التعارف وكسب صداقات جديدة.
جدير بالذكر، أن ظاهرة « البيزوطاج » المنتشرة في معاهد ومدارس المغرب التحضيرية والعليا، والتي تثير رعب عدد من الطلبة والطالبات، سبق لها أن لاقت تنديدا واسعا من طرف آباء وأمهات الطلبة الجدد، ناهيك عن مطالب حقوقية بالإنهاء مع مظاهر هذا « الاحتفال » التي تكون مرحة حينا ومذلة أحايين أخرى بحجة إدماج الطلبة الجدد سريعا.
عن موقع هسبريس