للأمهات دور مهم في تشجيع الأطفال على تناول وجبة الفطور، إلا أن البعض منهن لا تُعرن الاهتمام الكافي لهذه الوجبة المهمة، حيث يعتاد الأطفال على إهمال أول وجبة في اليوم، الأمر الذي يكون سببا، وفق البروفسور عبد اللطيف بور، في الإصابة بمشاكل صحية على مستوى الجلد والأظافر والشعر والعظام، والتعرض لنقص في النمو أو مرض التقزم، زيادة على ضعف التركيز والتحصيل العلمي.
ويعتبر أخصائي التغذية أن وجبة الفطور من أهم الوجبات الرئيسية الثلاث التي يتم تناولها خلال اليوم، زيادة على اللُّمجات، وهي وجبات مجتمعة من الواجب أن تزود الجسم بالعناصر الغذائية الرئيسية من السكريات والدهنيات والبروتينات والفيتامينات والألياف الغذائية وغيرها، تبقى وجبة الإفطار وجبة مهمة بالأخص عند الأطفال، حيث إنها تأتي في بداية يوم جديد بعد 8 إلى 10 ساعات من النوم. وهي المدة التي يكون فيها الإنسان نائما لكن أحشاءه تبقى مستمرة في عملها، وأعضاءه النبيلة سائرة في أداء وظائفها الدقيقة.
ويوضح رئيس الجمعية المغربية لعلوم التغذية، ضمن حديثه مع جريدة هسبريس، أن النوم الذي ينقسم إلى أربعة أجزاء، يعرف في شطره الثالث ما يسمى بالنوم المتناقض، حيث إن الإنسان يحرك عضلاته وعينيه، ويتعرق مرات ويصعب استيقاظه في ذلك الوقت، لأنه، بحسب الدراسات المرتكزة على تخطيطات الأنشطة العصبية، يكون حاله كحال من يقوم بعمل شاق، حيث يستهلك طاقة تصل حتى 100 كيلو « كلوري » خلال هذه الفترة التي يكون خلالها الإنسان في حالة صيام، ومن هنا تأتي تسمية الوجبة الإنجليزية « breakfast » بمعنى كسر الصوم.
ولفت البروفسور بور إلى أن أهمية هذه الوجبة تكمن في تزويد الجسم بالسعرات الحرارية المفتقدة بالليل والتي تصل حتى 450 سعرة حرارية عند الطفل، مؤكدا على ضرورة تنوع مصادرها بين نباتية وحيوانية، على اعتبار أن الحاجيات الطاقية اليومية التي يحتاجها الجسم يجب أن تكون ذات قيمة عالية، خاصة في الصباح، حيث يساهم النشاط المزاول نهارا، كالنشاط البدني، على الامتصاص الجيد للعناصر الغذائية والاستفادة منها بأحسن طريقة.
وأفاد أخصائي التغذية أن وجبة الإفطار يجب أن تزود بـ 25 إلى 30 بالمائة من الاحتياجات الطاقية اليومية الكلية، وفي حال عدم تناول الوجبة الصباحية يخسر الجسم البشري رصيدا غذائيا لا يعوض خلال بقية اليوم، سواء من ناحية الفيتامينات أو المعادن أو البروتينات أو السكريات أو الدهون أو الألياف الغذائية.
وتابع الأستاذ بكلية العلوم بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة أن الطفل حتى يكون نشيطا في دراسته ويواجه يوما حافلا بتفتح ذهني، يجب أن تكون طاولة الإفطار محتوية على كل مصادر هذه المواد الغذائية، كعصير طبيعي خال من السكر المضاف يزود الطفل بالألياف الغذائية التي لها الفضل في طرح الكوليسترول الضار والسكر خارج الجسم، وتقوية وتنشيط البكتيريا المتعايشة إيجابيا داخل الأمعاء التي لها دور كبير في المناعة، زيادة على الحليب ومشتقاته والبيض واللحوم، التي تعمل قطع منها في الفطور على تزويد الجسم بالبروتينات ذات القيمة الجيدة في حدود لا إفراط ولا تفريط.
وأوصى الدكتور بور بتناول الدهون كزيت الزيتون وزيت الأركان وشيء من الزبدة المهمة لتكوين أغشية الخلايا وحسن انشطارها، وهي مكونات طاقية وبناءة شأنها شأن البروتينات، موصيا بتفادي بعض الدهون المهدرجة والبسكويت وبعض الحلويات والرقائق لما تحتوي عليه من أحماض دهنية من نوع « ترونس » ذات الطبيعة الصناعية أو لكمياتها الكبيرة من السكر البسيط « السم ».
وعلى طاولة إفطار الطفل كذلك، يجب توفر مصدر طاقي من السكريات المعقدة كالمواد الغذائية الغنية بالنشا التي تزود الجسم بالطاقة باستمرار، وحذر الأستاذ الجامعي من مغبة الاستغناء عن الماء، حيث أظهرت العديد من الدراسات أن الماء مادة لا يحبها أطفال الأجيال الحالية، ناصحا الأمهات على تشجيع أطفالهم على شرب الماء بإضافة بعض قطع الفواكه التي يحبها الأطفال كالحامض والفراولة في لتر من الماء لتغيير النكهة.
عن موقع هسبريس