ما إن تنتهي التلميذة أميمة قصّاب، الحاصلة على أعلى معدل بكالوريا بالتعليم العمومي، على الصعيد الوطني، برسم الموسم الدراسي الجاري، من تسجيل ريبورتاج مع منبر إعلامي، حتى يطرق باب منزلها ممثلو وسائل إعلامية إلكترونية ومكتوبة ومسموعة ومرئية أخرى؛ حيث صار مسكن أسرتها الصغيرة فضاء لتصوير وتسجيل حلقات وبرامج حول تميّزها الدراسي، وكيف استطاعت أن تتربع على عرش نتائج البكالوريا في القطاع العمومي.
أميمة قصاب، البالغة من العمر 17 سنة، والقاطنة بالحي الشعبي « السلام » بمدينة بوجنيبة، القصية عن مدينة خريبكة بـ13 كيلومترا، شغلت، منذ الإعلان عن نتائج امتحانات البكالوريا، الرأي العام المهتم بالشأن التعليمي والتربوي، إثر حصولها على أعلى معدل بكالوريا في التعليم العمومي، بلغ 19.21، في شعبة العلوم التجريبة، مسلك العلوم الفيزيائية؛ حيث كانت تتابع دراستها في الثانوية التأهيلية الداخلة بمدينة بوجنيبة، التابعة للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بخريبكة.
وبنبرة يغلب عليها الفرح والأمل والتفاؤل بالمستقبل، أكّدت أميمة قصاب، في تصريح لها، أنها بذلت مجهودا كبيرا في الدراسة منذ بداية الموسم، من خلال المواظبة على حضور الدروس بالثانوية، والإعداد الجيد للامتحان منذ مستهل السنة، خاصة مع استفادتها من الساعات الإضافية على يد ثلة من الأساتذة الذين اختاروا مساعدتها مجانا، مشيرة إلى أنها لم تكن تكفّ عن المطالعة، والنهل من معين مختلف المراجع، بالحزم والصرامة اللازمين.
أميمة قصاب، بطلة البكالوريا العمومية، أوضحت أنها عاشت ضغطا نفسيا كبيرا خلال اللحظات الأخيرة التي سبقت الإعلان عن نتائج البكالوريا، مخافة أن لا تحصل على نقطة عالية وفي مستوى تطلعات أسرتها وأساتذتها، غير أن الضغط سرعان ما تحول إلى فرح أولي لحظة تعرفها على معدلها العام، قبل أن تبلغ السعادة أقصاها مباشرة بعد اتصال المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بها، من أجل إخبارها بحصولها على أعلى معدل عام في البكالوريا بالمؤسسات التعليمية العمومية.
وأكّدت المتحدثة أنها لم تكن تراهن على بلوغ المرتبة الأولى على الصعيد الوطني أو الجهوي، بقدر ما كانت تحاول جاهدة الرفع من مستواها الدراسي، بفهم الدروس وإغناء رصيدها المعرفي، مشيرة إلى أن مسارها التعليمي كان حافلا بالإنجازات والنجاح، ولا ينبغي أن ينتهي مع حصولها على شهادة البكالوريا، مؤكّدة أن مرحلة ما بعد « الباك » ستكون حاسمة في مشوارها ومصيرها التعليمي.
وبعد أن التمست أميمة قصّاب من ملك البلاد مساعدتها ماديا ومعنويا من أجل متابعة دراستها، باعتبارها ابنة أحد عمال الوساطة الفوسفاطيين، وتنحدر من أسرة وصفتها بالبسيطة، أشارت المتحدثة إلى أنها منفتحة، في الوقت الراهن، على كل المدارس والمعاهد والشعب والاختيارات التي قد تتاح أمامها، وأنها مستعدة نفسيا ومعنويا لمتابعة دراستها بأي مؤسسة تتناسب مع مستواها الدراسي، وانتظاراتها العالية، وطموحاتها الكبيرة، مؤكّدة أنها « قادرة على تمثيل المغرب وطنيا ودوليا أحسن تمثيل، ولا ينقصها لتحقيق ذلك سوى الدعم »، بحسب تعبيرها.
عن موقع هسبريس
ما شاء الله عليها، الله يوفقها و يحقق مبتغاها يا رب، فهي نموذج نفتخر به في بلدنا، عقبال أولادنا و أولاد جميع المسلمين يا رب.