رغم انتهاء امتحانات الباكالوريا أمس الخميس، إلا أن تعليمات وصفت بـ »الصارمة » من وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، محمد حصاد، وجّهت للمصححين بهدف ملاحقة التلاميذ الغشاشين على مستوى الأوراق، لاتخاذ الإجراءات التأديبية في حقهم، بناء على ما جاء في قانون زجر الغش.
وحسب ما أكده مصدر من داخل وزارة التربية الوطنية ، فإن ملاحقة الغش تعد أولوية للوزارة على مستوى امتحانات الباكالوريا للموسم الحالي، كاشفا أن الوزير محمد حصاد أكد على ضرورة عدم التساهل مع كل من ثبت في حقه الغش في مرحلة تصحيح الأوراق.
وانطلقت عملية التصحيح صبيحة اليوم الجمعة، وذلك بمشاركة أكثر من 41 ألف أستاذ سيتولون تقييم إنجازات المترشحات والمترشحين التي تناهز 3 ملايين و600 مائة ألف ورقة.
وفي هذا الصدد، قال بلاغ صادر عن الوزارة إنها تجدد التأكيد على أن حالات الغش التي سيتم رصدها من طرف المصححين أثناء عملية التصحيح، سواء بمطابقة أجوبة المترشحين في ما بينها، أو مع الإجابات التي تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ستسري عليها العقوبات التأديبية المتضمنة في القانون رقم 02.13 المتعلق بزجر الغش في الامتحانات المدرسية، مبرزة أنها تتراوح بين « منح نقطة صفر في اختبار المادة التي تمت فيها ممارسة الغش، وإلغاء نقط جميع مواد الدورة المعنية، إلى الإقصاء من اجتياز الامتحان لمدة سنتين دراسيتين متواليتين ».
وبخصوص حالات الغش التي تم رصدها، أعلنت الوزارة الوصية أنها تراجعت خلال اليوم الأخير بنسبة بلغت 38 في المائة، مضيفة أنه تم ضبط 496 حالة غش مقابل 802 في اليوم نفسه من دورة يونيو 2016، وهو ما يؤكد المنحى نفسه المسجل خلال اليومين السابقين من أيام الاختبارات، على حد قول الوزارة.
وشددت الوزارة في هذا الاتجاه على مواصلة خلايا اليقظة والتتبع لليوم الثالث على التوالي عملها في رصد وتتبع كل ما يتم تداوله بخصوص مواضيع الامتحانات، مبرزة أن الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين عملت على اتخاذ الإجراءات اللازمة بتنسيق مع السلطات الأمنية.
من جهة ثانية أكدت الوزارة أنه على غرار اليومين الأولين، مر اليوم الثالث من الدورة العادية لامتحانات البكالوريا برسم 2017 في أجواء جيدة، « وذلك بفضل إحكام كل العمليات المرتبطة بتنظيم هذه الامتحانات »، مشيرة إلى أن « المعطيات الإحصائية تؤكد أن نسبة حضور المترشحين الممدرسين بلغت 97 في المائة ».
يأتي هذا في وقت سبق أن أكد مجلس الحكومة، أمس الخميس، عقب العرض الذي قدمه الوزير محمد حصاد، على أن تطوير نظام الباكالوريا وتعزيز مصداقيته وتدعيمه يعد ورشا مفتوحا، مسجلا أن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي منكبة على هذا الورش.
وأعلنت الحكومة أن إصلاح قطاع التعليم يعد ورشا طموحا وصعبا، لكنه غير مستحيل، معتبرة أن هناك إرادة لدى مجموع الفاعلين من أجل إنجاح هذا الورش وفقا لرؤية التربية والتكوين 2030.
وأكدت الحكومة، في هذا السياق، أنها ستقوم بتعبئة الإمكانات والموارد المالية والبشرية اللازمة لإصلاح هذا القطاع الحيوي، كاشفة وجود أكبر عملية توظيف وتعاقد في قطاع التعليم ستتم هذه السنة، كما سيتم توفير البنية التحتية اللازمة لمعالجة بعض الاختلالات التي تعرفها المنظومة التربوية، مثل ظاهرة الاكتظاظ أو الهدر المدرسي.
وكان وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي قدم عرضا حول المعطيات المتعلقة بتنظيم امتحانات الباكالوريا 2017، أشار من خلاله إلى أن اختبارات الدورة العادية للامتحان الوطني الموحد لنيل شهادة البكالوريا، والتي انطلقت يوم الثلاثاء الماضي واختتمت أمس الخميس، مرت في ظروف جيدة، مؤكدا أن عدد حالات الغش عرف انخفاضا مهما تجاوز نسبة 60 في المائة مقارنة مع الدورة نفسها سنة 2016.
عن موقع هسبريس