قبْل نصف ساعة من انتهاء الفترة الصباحية من اليوم الأول لامتحانات الباكلوريا، التي انطلقتْ صباح اليوم الثلاثاء، كانَ عدد من آباء وأمهات التلاميذ مُرابضين أمام ثانوية مولاي يوسف وسط العاصمة الرباط، أمام بابِ المؤسّسة المُوصَد، يَعدّون الدقائق في انتظار خروج أبنائهم وبناتهم.
« اللي بْغاها الله هي اللي تْكون »، تقول سيّدة تنتظر خروج ابنتها، في حديث مع هسبريس، وتضيفُ، وهي تشرئبّ بعنقها نحو الباب الحديدي، جوابا على سؤال عن الأجواء التي سادتْ قبل انطلاق الامتحان، قائلة « أنا كنتُ أساعد ابنتي منذ انطلاق الموسم الدراسي، ولم أنتظر إلى حين اقتراب الامتحان ».
وبخصوص توقّعاتها لنتيجة ابنتها في امتحان الباكلوريا، تقول السيدة إنّ الآباء عليهم أنْ يُدركوا أنّ التلاميذ لا يمكن أن يحصلوا جميعهم على نتائج جيّدة، وبشكل مُتساوٍ، « لأنّ الله فضلّ البعض على البعض في كلّ شيء، وما يْمكنش نعصرو وْليداتنا ونخرّجو منهم ما يفوق طاقتهم ».
بالقرب من باب الثانوية، كانت مجموعة من الأمهات يتحدّثن تارة عن أجواء الامتحان، وتارة أخرى عن مستقبل أبنائهنّ وبناتهنّ، مستقبَلٌ يتوزّع بين مواصلة المسار الدراسي في المعاهد والمدارس العليا، أو في الخارج، خصوصا وأنّ ثانوية مولاي يوسف تعتبر من أرقى الثانويات في المغرب.
هذا العامل جعل أصحاب المعاهد العُليا والمدارس الخاصّة، يوفدون مناديب لتوزيع منشورات دعائية على أولياء التلاميذ، وعلى التلاميذ أنفسهم، أمام باب الثانوية، الذي تبدو من خلفه لافتة كبيرة عليها صُوَر ممنوعات ثلاثٍ يُمنع على التلاميذ إدخالها إلى فضاء الثانوية، وهي الهاتف المحمول والحاسوب واللوحات الالكترونية، تبعا للقرار الوزاري الصادر بالجريدة الرسمية سنة 2012.
على الساعة الثانية عشرة زوالا، رنّ جرس الثانوية، مُعلنا عن انتهاء الفترة الصباحية من امتحانات اليوم الأول من الباكلوريا، الذي يُعتبر فاصلا في الحياة الدراسية للتلاميذ، وجسْرا نحو العبور إلى مرحلة أخرى من المسار الدراسي، ليهبّ الآباء والأمهات منتظرين خروج أبنائهم.
تعابيرُ وجوه التلاميذ تَشي بالتوتّر الكبير الذي يسكن النفوس؛ « دازْت مزيان »، يُجيب أوّل تلميذ خرج من باب الثانوية على سؤال عدد من الآباء والأمهات الذين التفّوا حوله، عن الأجواء التي مرّت فيها الفترة الصباحية من الامتحان؛ عبارة « دازتْ مزيان »، تكرّرت على ألسنة عدد من التلاميذ؛ ويقول تلميذ آخر، في تصريح لهسبريس، « دوّزنا الفيزيك، وكان الامتحان مزيان ».
وفي مقابل نوع من « الارتياح » البادي على وجوه تلاميذ، وتبادل العناق مع أولياء أمورهم، إلّا أنّ آخرين بدَا القلق واضحا على مُحيّاهم؛ تخرج تلميذة من الباب بخطى بطيئة، وعندما التقتْها أمّها وسألتها كيف مرّ الامتحان، ردّت التلميذة: ça va، بطريقة جعلت الأمّ تردّ على ابنتها « هاد ça va ما عاجبانيش »؛ حدْسُ الأمّ كان صائبا، إذ قالت التلميذة إنّها لم تُجبْ على جميع الأسئلة التي تضمّنها امتحان الفيزياء.
وتجري امتحانات البكالوريا لهذه السنة، حسب بلاغ صادر عن وزارة التربية الوطنية، في ظلّ ووضع يتميز بتطوير الأنشطة المعلوماتية الخاصة بتدبير الامتحانات الإشهادية وتكييف المواضيع لفائدة أبناء المهاجرين المقيمين بالمغرب، سواء أبناء الجالية المغربية العائدون من بلدان أخرى أو أبناء المهاجرين المقيمين بالمغرب، بالإضافة إلى تكييف ظروف الإجراء لفائدة المترشحات والمترشحين من ذوي الاحتياجات الخاصة.
ودعت الوزارة في بلاغها جميع المترشحات والمترشحين لاجتياز امتحانات الباكلوريا إلى الانضباط والتحلي بروح المسؤولية والابتعاد عن كل أشكال التحايل والخداع والوضعيات الملتبسة لممارسة الغش، بما يجنبهم التعرض إلى إجراءات زجرية وتأديبية قد تصل إلى التوقيف والعقوبة الحبسية.
عن موقع: هسبريس