تشهد صالونات التدبير بفرنسا نقاشا بشأن ضرورة الرفع من تكاليف الدراسة التي يقبل عليها الطلبة الأجانب وسط جامعات البلد، ذلك أن مركز France Stratégie، الذي يعتبر المسؤول عن التفكير الاستراتيجي في القضايا الكبرى بفرنسا، والمعتمد من قبل الرئيس فرانسوا هولاند، قام بتقديم توصيات تهم أجرأة هذه الخطوة.
وفي حال اعتمدت الحكومة الفرنسية هذا التعاطي فإن الطلبة المغاربة سيكونون من أكبر المتضررين بالنظر لكون الوجهة الأولى لهم هي جامعات فرنسا، وذلك ما تكشف عنه الأرقام المثيرة لتصدر المغاربة قائمة الطلبة الأجانب بالبلد، متبوعين بالصينيين ثم الجزائريين.
ويقترح مركز France Strategie رفع واجبات الدراسة بالـ »ماستر » بالنسبة للطلبة الأجانب، وذلك لتنتقل من 256 أورو إلى 10 آلاف أورو، على أن يضم هذا المبلغ تكاليف السكن والتدريب و »ظروفا أحسن للتعليم »، وذلك وفق خبراء المركز الذي اعتبروا أن هذا الحل كفيل برفع مستوى تنافسية الجامعات الفرنسية وهي التي تصنف ثالث وجهة دولية لاستقبال الأجانب بـ271 ألف مسجل.
وبررت المؤسسة الفرنسية اقتراحها بكون مؤسسات التعليم العالي قد بدأت تفقد جاذبيتها لصالح الجامعات الآسيوية، مشيرة إلى اندلاع منافسة قوية لجذب أفضل الطلبة على المستوى العالمي، كما اعتبرت أن المميزات التي كانت تتوفر عليها فرنسا أصبحت تفقد قيمتها مع ارتفاع الإقبال على التعليم العالي عن بعد، الذي يغني عن الانتقال نحو الجامعات.. « وحتى تكون فرنسا قادرة على البقاء في صدارة الدول التي تقدم تكوينا أكاديميا راقيا فإن هذا يتطلب تكاليف مهمة » وفق تعبير الـF.S.
الخطوة الرامية لإثقال جيوب أولياء الطلبة الأجانب الراغبين في الرحيل صوب فرنسا بغرض التكوين قوبلت بمعارضة من قبل أكاديميين فرنسيين حذروا من قدرة هذا القرار على خلق عزوف واسع، كما حصل بالعديد من التجارب العالمية.. مذكرين بتجربة السويد عندما قامت برفع تكاليف الدراسة سنة 2011 وما جلبه ذلك من تراجع لتعداد الطلبة الأجانب بنسبة 70 في المائة في ظرف سنتين، وهو ما سجل بالدنمارك وبريطانيا أيضا.
عن موقع هسبريس
3afak achnahouma choroute mercii o emta l inscription