حَلَّ وفد جامعي وديبلوماسي روسي من مدينة بيلغورود بأكادير من أجل توقيع اتفاقيات تهم طلبة وتلاميذ مدينة أكادير.
وضمّ الوفدُ كلّا من إيرينا بوريسوفنا إيغناطوفا رئيسة جامعة الثقافة والفنون، وإلينا فيتاليفنا إساينكو رئيسة جامعة الاقتصاد والحقوق، وعميد كلية الهندسة التكنولوجية ومدير معهد الطاقات المتجددة، وأندري تسيبينكو القنصل العام لروسيا الاتحادية بالدار البيضاء فضلا عن القنصل الشرفي لروسيا بأكادير.
الوفد الروسي عبّر عن رغبته في استقبال الطلبة المغاربة لمتابعة دراستهم بروسيا وتنظيم دورات تدريبية للأساتذة والمُدرسين وتبادل الخبرات المخبرية فيما يفيد التعليم والبحث العلمي.
جامعات روسيا وسوء الفهم الكبير
وقال الدكتور عمر حْلّي في كلمته أمام الوفد الروسي إن المغاربة يعرفون أشياء غير صحيحة عن التعليم الجامعي الروسي، مضيفا أنه عندما زار روسيا وقف على أن الجامعات العمومية كبيرة ومتطورة، وأن هناك فرص كبيرة للتعاون مع هذه الجامعات فيما يخص مجال المنح للطلبة والأساتذة بهدف تطوير البحث، سيما وأن هذه الجامعات الروسية تغطي مختلف التخصّصات كالطّاقات المتجددة، الروبوتيك، الجيولوجيا والاقتصاد والفنون وغيرها.
وزاد رئيس جامعة ابن زهر متحدثا عن مزايا التعليم الجامعي الروسي أن « جامعة الزراعة والطب البيطري في بيلغورود تمتد على مساحة 500 هكتار لوحدها، وأن التعليم عند الروسيين قائم على التطبيقات، إذ يطبّق الطلبة كل تعلماتهم النّظرية مباشرة في فصول دراسية ».
ودَعا حْلي في ختام كلمته عمداء الكليات التابعة لابن زهر ورؤساء الشعب وممثلي الموظفين الذين حضروا اللقاء إلى تفعيل بنود هذه الاتفاقيات والتواصل بشكل جدّي مع الأطراف الروسية وتسجيل لائحة للراغبين في تعلم اللغة الروسية بالنسبة لمن يرغب في ذلك.
25000 روسي زاروا أكادير
من جهته قال أندري تسيبينكو القنصل العام لروسيا إن « عدد السياح الروس الذين زاروا أكادير هذه السنة قُدّر بـ25000 سائح، وهذا عدد قليل مقارنة بالدول المجاورة كتونس أو توركيا مثلا ». وأردف أن « مدينة أكادير من أجمل المدن في العالم، لكن المواطنين الروس لا يعرفونها، وإذا كان هناك تعاون بين جهة سوس ماسة درعة وبيلغورود فإن ملايين السياح سيتدفقون على أكادير، لأنها مدينة مشمسة وستعجب الروسيين كثيرا ».
وتناولت إيرينا بوريسوفنا إيغناطوفا رئيسة جامعة الثقافة والفنون ببلغورود الكلمة وتحدثت باسم الوفد الروسي، إذ عبرت عن شكرها للجانب المغربي خاصة الدكتور عمر حْلي، وزادت بأن « المنطقة التي أمثلها تشبه جهة سوس ولها دور كبير في الاقتصاد الروسي، وأنها تتلقى الدعم الكبير من الحكومة الروسية، لأنها جهة مثمرة ومنتجة ».
الطلبة المغاربة مميّزون
وأضافت إيرينا بوريسوفنا إيغناطوفا أن بيلغورود منطقة طلابية بامتياز، نظرا لتواجد عدد كبير من الكليات والمعاهد بها، وبها يدرس طلبة من 90 دولة من بينهم طلاب مغاربة، وتحدّثت عن الطلاب المغاربة الذين يدرسون هناك قائلة « الطلبة المغاربة مميزون في بيلغورود، درّستهم وأعرفهم والتعامل معهم ممتع ».
وأبدت المتحدّثة تفاؤلها في « أن يثمر التعاون الجامعي تعاونا اقتصاديا وسياحيا في المستقبل » وزادت بأنها سعيدة باستقبال الطلبة والأساتذة من ابن زهر « وأن المختبرات الجامعية الروسية مفتوحة في وجه الطلبة والأساتذة المغاربة ».
وقبل أن تختم كلمتها منحت لرئيس الجامعة بعض الهدايا وشهادة بروفيسور بجامعات بيلغورود وقالت « هذه الشهادة نمنحها لرئيس جامعة ابن زهر بعد الاتفاق مع وزير التعليم الروسي ومنتخبي بيلغورود »، كما قدمت له بعض الهدايا.
وقد تركزت باقي مداخلات رؤساء الجامعات والكليات الروسية عن استعدادهم للتعاون الجامعي مع جامعة ابن زهر فيما يخدم الطلبة والبحث العلمي، وركزوا في كلماتهم على ضرورة تطوير هذه الأرضية ومنح الفرص للطلبة المغاربة لمتابعة دراستهم بروسيا في المجالات التي يرغبون فيها، مؤكدين على جدية الطالب المغربي وتميزه وسرعة اندماجه.
ولم تقتصر زيارة الوفد الروسي على جامعة ابن زهر، بل قام بزيارة مؤسسة فونتي وتم استقبالهم من طرف التلاميذ بأناشيد روسية ولوحات روسية مما جعل القنصل العام والوفد المرافق له يعبر عن انبهاره وسعادته بما سمع ورآه من حفاوة الاستقبال، معتبرا ذلك ضمن « الديبلوماسية الشعبية » التي لم تنبثق من الحكومة.
من جانبها عبرت رئيسة جامعة الثقافة والفنون ببلغورود عن بالغ سعادتها بما قدمه الأطفال بتلك المؤسسة مؤكدة أن بلدها يوقع اتفاقيات كثيرة مع بلدان عديدة « لكن الطرف المغربي في أكادير أكثر جدية وحبا للعمل ». مبدية امتنانها البالغ لرئيس الجامعة ولرئيس فونتي وللقنصل الشرفي بأكادير.