يواصلُ طلبَة الطبِّ في المغرب احتجاجَهُمْ على مشروع وزير الصحَّة، الحسين الوردِي، المتجهِ نحو إلزام الخريجِين الجدد بالخدمة في مناطق نائية لفترة قبل الولوج إلى سلكِ الوظيفة العموميَّة، جازمِين بأنَّهم لنْ يطرحوهَا للتفاوض، بعدمَا حسمُوا في رفضها.
وتعزُو سلمَى العابد، الناشطَة في « مكتب طلبة الطب » بالرباط، رفض الخدمة التي لمْ يصدر قرارٌ رسميٌّ بشأنها حتَّى اللحظة، إلى مفاقمتها معاناة الطلبة، واضطرارهم إلى الاشتغال، دون ترسيم، ومقابل تعويض هزيل، في مناطق نائيَة، في حين أنَّهم يكونُون في حاجةٍ إلى أنْ يلجُوا إلى الوظيفة العموميَّة بعد قضاء سنواتٍ طويلة من التحصيل.
« كيفَ يريدُون منْ الطالب الذِي يقضِي سبع سنوات منْ التحصيل على الأقل، في ظرُوف مترديَة، ومقابل منحة لا تزيدُ عن 110 دراهم في الشهر، أنْ يقضِي عامينْ إضافيين في وضعيَّة غير قارَّة »، تردفُ سلمَى، قائلة إنَّ الخدمة الإلزاميَّة لنْ تحلَّ الإشكال لأنَّ الطبيب الذِي يعينُ بمناطق نائية غالبًا ما يصطدمُ بنقصٍ مهول في معدات الاشتغال.
وتردفُ المتحدثة أنَّ وزارة الصِّحة تحاولُ إيجاد حلُول على حساب خريجي الطب، دُون الالتفات إلى إشكالات الصحَّة الكبرى في المغرب، ومنها أنَّ الميزانيَّة المرصُودة للقطاع تظلُّ هزيلة، ولا تسمحُ بتوفير المعدات الضروريَّة، « بعضُ الأطباء يعينُون بمناطق نائية فيجدُون أنَّ المراكز الصحيَّة التي حلُّوا بها لا تضمُّ سوى مقاعد ومكتب وبعض الأدوية، فكيف له أنْ يشتغل ».
وترى المتحدثة أنَّه كانَ حريًّا بالوردِي أنْ يوظف خريجي الطب ممنْ يعانُون البطالة، ومنْ ثمَّ لهُ أنْ يعينهم كيْ يسدُّوا الخصاص القائم، لا أنْ يذرهم في « حيص بيص »، فلا همْ يتابعُون دراستهم، ولا همْ بالموظفِين بصورةٍ رسميَّة « نحنُ نرفضُ المسألة قطعًا، ونعرضُ عنْ الخوض فيها ».
من جانبه، كان وزيرُ الصِّحَّة، الحسين الوردِي، قدْ أوضحَ في حديثٍ مؤخرًا، أنَّ الخدمة الإلزاميَّة المرتقب فرضها على الأطباء لا تزالُ مشروعًا، لم يتم الوصُول فيه حتى إلى المسودَّة، قائلا إنَّه عند جاهزيته النقاط المؤطرة سيجرِي التباحث مع الفرقاء المعنيِّين وقدْ تضاف تعديلات إليها. كما توقع الوردِي أنْ تساعد الخدمة على تأمين ثلاثة آلاف ممرض وألفي طبيب سنويًّا.
عن موقع هسبريس