أفصح رشيد بن المختار وزير التربية الوطنية والتكوين المهني عن نتائج تقرير حديث حول جودة البرامج التعليمية، خصوصا مواد الرياضيات والعلوم، كاشفا أن المغرب احتل ضمن ذات المؤشر المرتبة 73 من بين 76 دولة عبر العالم شملها المؤشر.. معلنا عن قرب إرساء المغرب لمشروع جديد للتربية والتكوين.
وأكد بن المختار، الذي كان يتحدث خلال الجلسة الافتتاحية للمجلس الوزاري المغاربي للتربية والتعليم العالي والبحث العلمي، أن ترتيب الدول المغاربية والعربية عموما مؤسف، مبرزا أن عددا من المعطيات » تجعلنا نفهم ونعترف كم نحن فاشلون »، كاشفا على أن ذات التقرير الصادر حديثا، يؤكد أنه في حال استطاع المغرب ضمان جودة تعليمه إلى أن يبلغ التلميذ 15 سنة من عمره فالأمر كفيل بمضاعفة الناتج الوطني الخام 16 مرة.
وأفاد الوزير أن المراتب الأولى للتقرير احتلتها دول آسيوية كانت إلى وقت قريب تعاني أزمات اقتصادية وأمنية كبيرة، من أمثال الفيتنام وهونكونغ واليابان وتايوان لتصير في مقدمة مراتب جودة التعليم قبل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وغيرها. » يمكننا النجاح ولكن يجب الاعتراف بأن كثيرا من أفكارنا ومنظوماتنا التعليمية فاشلة ».
من جهته، قال الوزير التونسي شهاب بودن، خلال الموعد المغاربي في نسخته 12 المنعقد بالعاصمة الرباط، إن بلاده قد عملت على تنمية مواردها البشرية والعناية بالمنظومة التعليمية من رياض الأطفال إلى التعليم العالي، مبرزا أن البلد الذي اجتاز مرحلة مفصلية، إثر » ثورة جانفيي 2011″، على حد تعبيره، حرصت على إطلاق حوار مجتمعي لإصلاح منظومة التربية وتعهدها بالتجديد والتطوير، مع اعتمادها على أحدث المناهج والوسائل البيداغوجية من أجل جعل المدرسة متفاعلة مع محيطها.
وأفاد الوزير التونسي، أن بلاده تعمل على إصلاح التعليم العالي عبر مخطط واضح، إضافة على العمل على النهوض بالبحث العلمي والابتكار، متوقعا أن تشهد تونس نهضة نوعية في هذا المجال، موصيا بالتقريب بين منظومات التربية والتكوين والبحث العلمي بمختلف أقطار المغرب العربي الكبير، وتسهيل معادلة الشهادات ومضاعفة تبادل الطلبة والباحثين والمدرسين، مع تعزيز التعاون الجامعي الثنائي خاصة في مجال إحداث الشهادات المزدوجة والإشراف المشترك على أطروحات الدوكتوراه.
إلى ذلك، اعتبر وزير التعليم العالي والبحث العلمي الموريتاني، الدكتور سيدي ولد سالم رئيس الوفد الموريتاني، أن موضوعات مثل تبادل الوثائق التربوية والبرامج التعليمية، والسعي إلى إنجاز طباعة مشتركة للكتاب المدرسي، قضايا جديرة بالاهتمام في سياسات الدول المغاربية، داعيا إلى التسريع في وتيرة التوأمة بين المؤسسات وتشييد اتحاد الجامعات المغاربية.
كما دعا الوزير الموريتاني، إلى العمل على إقامة فضاء جامعي مغاربي يقرب المسارات ويوحد المناهج وييسر حركة الباحثين والأساتذة والطلاب في فضاء مغاربي يحقق الاندماج والتكامل بين جميع مكوناته في مجال التربية والتكوين.
من جهة أخرى، ثمن الأمين العام لاتحاد المغرب العربي الحبيب بن يحيى، ما يقوم به المغرب للرقي بالعمل المغاربي المشترك لما تطمح إليه شعوب المنطقة من تطور وازدهار، إلى جانب التسهيلات والدعم المقدم للأمانة العامة للاتحاد لتقوم بمهامها المنوطة بها.
ويرى بن يحيى أن هناك حاجة ملحة لتلبية تطلعات الأجيال الصاعدة لبناء ذاتها ومستقبلها ما لا يتحقق إلا عبر تعليم جيد يناسب متطلبات سوق الشغل ويوفر العيش الكريم الذي تطمح إليه الشعوب في مقدمتهم الشباب التي يعتبر تهميشها هدرا لطاقات لا غنى عنها وخطرا على أمن وسلامة الدول.
ودعا الأمين العام للاتحاد إلى توحيد الجهود حتى تستطيع الدول المغاربية التقدم بأسرع طريقة، مقترحا توأمة المؤسسات التعليمية والتقريب بين المناهج التعليمية، إلى جانب إنشاء اتحاد الجامعات المغاربية ومعادلة الشهادات وتوحيد سلم الدراسات والتنسيق بين المراكز البحثية، معتبرا إياها خطوات نحو تأهيل أجيال المستقبل للاطلاع بمسؤولياته في الفضاء المغربي، مقترحا إنجاز جائزة مغاربية للإبداع والابتكارو بعث فريق عمل متخصص للبحث العلمي في الدول المغاربية ليتم عقد لقائه الأول بمقر الأمانة العامة بالرباط.
عن موقع هسبريس