« اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد » هو الشعار الذي سار على نهجه المواطن المغربي، أحمد صدقي، والذي يبلغ من العمر 64 عاما، ويقطن بمدينة خريبكة، حيث لم يمنعه بياض لون لحيته، ولا سنه المتقدمة، من الجلوس على طاولات الدرس والامتحان في ثانوية المسيرة الخضراء بعاصمة الفوسفات.
ويقول أحمد صدقي، الذي له 3 أبناء وخمسة أحفاد، في تصريح هاتفي ، إنه حصل على شهادة الباكالوريا للموسم الدراسي الحالي 2014/2015 في شعبة الأصيل، مسلك اللغة العربية، مبرزا أنه مقتنع بأن المعرفة لا حدود لها، ولا يعيقها سن أو أي عارض آخر.
وأكد صدقي أن عينه باتت مصوبة على نيل شهادة الإجازة، وبعدها الحصول على شهادة الدكتوراه في ذات التخصص، مشيرا إلى أنه كان يرغب في دراسة الشريعة الإسلامية، لكن بُعد الكليات في فاس وأكادير والسمارة جعله يفكر في متابعة دراسته في شعبة اللغة العربية.
ولم يُخف المتحدث مدى المساعدة المعنوية التي قدمها له عدد من الأساتذة الذين أحاطوه بعنايتهم وتوجيهاتهم النيرة »، حيث إن منهم من وعده بمتابعته وتشجيعه إلى أن يحقق أمنيته باستكمال تعليمه إلى يوم منيته، وفق تعبيره، مبديا رغبة أكيدة في الحصول على شهادة الدكتوراه.
وعاد صديقي ليحدث عن الفرحة التي غمرت كل أفراد أسرته الصغيرة بعد خبر نجاحه في الحصول على شهادة الباكالوريا، وقال إن ابنه الصغير كان كلما رآه منكبا على دفاتره ودروسه للتحضير للامتحانات، يربت على كتفه ويقول له « راجع أولدي عنداك ماتجيبش لينا الباك ».
الدكتور الحبيب نصري، أستاذ باحث وأحد الوجوه الثقافية المعرفة بخريبكة، أكد في تصريح له أنه تفاجئ بالطاقة الكبيرة التي توجد داخل صدقي الحائز على الباكالوريا هذا العام، حيث غالب ثقل السنوات التي على كاهله، وانتصر على جميع المعيقات، ليحقق نجاحا عجز عنه حتى العديد من الشباب.
ووعد نصري بأنه سيكون بجانب صدقي هذه السنة، باعتبار أنه سيتسجل في الإجازة الجامعية في تخصص الأدب العربي، مضيفا أنه سيقدم له جميع المساعدات، وسيضع رهن إشارته مكتبته، ويشرف على رسائله الجامعية إلى أن يحصل على الدكتوراه ».
عن موقع هسبريس