أعْطى وزيرُ الصحة، الحسين الوردي، ووزير التربية الوطنية والتكوين المهني، رشيد بلمختار، صباح اليوم بالرباط، انطلاقةَ حملة ضخْمة تحت شعار « صحة أحسن من أجل تحصيل دراسي أفضل »، تستهدف ما يناهز مليوناً ونصفَ مليون من تلاميذ التعليم الأولي، والسنة الأولى لكل من التعليم الابتدائي، والتعليم الثانوي.
معطيات وزارة الصحة، تشير إلى أن هذه الحملة سيجند لها أكثر من 3200 طبيب عام و810 أطباء أخصائيين و460 طبيبا للأسنان، وحوالي 9700 ممرض، إلى جانب توفير 260 وحدة طبية متنقلة، و20 عيادة طبية متنقلة، و340 كرسيا ثابتا لعلاج أمراض الفم، مع 145 وحدة متنقلة لعلاج أمراض الفم والأسنان، و115 جهازا لقياس حدة البصر.
الوردي قالَ في كلمة ألقاها في حفل إطلاق الحملة، إنّ البرنامجَ الوطني للصحة المدرسية والجامعية اتخذ حيزا مهما من خطة العمل القطاعية لوزارة الصحة 2012-2016، من أجل النهوض بتربية وتكوين الأطفال والشباب وضمان مختلف الظروف الأساسية لبلوغ هذا الهدف، مؤكدا أنّ الصحة تعتبر محدّدا أساسيا للتحصيل الدراسي.
وكشف وزير الصحة أن المبادرة جاءت بعد تعبئة من المنظمات الدولية والمؤسسات وفعاليات المجتمع المدني، بالإضافة إلى الفاعلين من قطاعات حكومية وقطاعات خاصة، فيما دعا إلى « نظام تفضيلي » يقضي بالتكفل بالحالات المرضية، و »يضمن إعطاء الأولوية للتلاميذ الحاملين لبطائق الإحالة على مستوى المؤسسات الصحية ».
الوردي أشار إلى أن الحكومة « تتحمل المسؤولية الكاملة تجاه متطلبات أطفال المغرب »، ودعا إلى إحداث صندوق خاص لدعم التكفل بالأطفال المتمدرسين، « كآلية مؤسساتية ومالية بين قطاعية تضمن سهولة ولوج التلاميذ إلى التكفل بمختلف الأمراض والاضطرابات »، وفق تعبيره.
وأكّدَ مدير مديرية السكان بوزارة الصحة، خالد الحلو، حينَ استعراضه للخطوط العريضة للحملة، على الحضور القويّ للجانب الحقوقي، انطلاقا ممّا جاءَ به دستور 2011، الذي ينصّ في الفصل 31 منه على العلاج والعناية الصحية والحماية الاجتماعية والتغطية الصحية لجميع المواطنين.
الحملة ترُومُ المساهمة في الرفع من معدّل النجاح المدرسي، ومحاربة الانقطاع عن الدراسة، « رغم أنّ المرض لا يشكّل العامل الأساسي للهدر المدرسي لكنه يُعتبر عاملا مهمّا »، يقول الحلو، إضافة إلى التخفيف من معدّل الإصابة بالمَرض لدى فئة الراشدين والمُسنين، وتمّ رصْدُ غلافٍ ماليّ في حدود 355 مليون درهم للأدوية والمستلزمات الطبيّة.
وتعتزم وزارة الصحّة، بحسب ما أعلن عنه الحسين الوردي، تنظيمَ حملة وطنية ثانية خلال سنة 2016، وخلال السنوات القادمة، داعيا إلى التفكير في آلية مؤسساتية ومالية بيْن قطاعية، تضمن ديمومة وسهولة ولوج التلاميذ إلى التكفل بمختلف الأمراض والاضطرابات، والتفكير في إحداث صندوق خاص لدعم التكفّل.
وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني أوردت أن المبادرة تأتي في سياق الإستراتيجية الوطنية للصحة المدرسية والجامعية، وضمن تنسيق وزاري يشملها إلى جانب وزارات « الصحة » و »الداخلية » و »التعليم العالي » و »الشباب والرياضة »، فيما قالت إن العملية تشمل « إجراء فحص طبي شامل » و »الكشف عن الاضطرابات الحسية، والاضطرابات العصبية النفسية.
عن موقه هسبريس