في مطلع تسعينيات القرن الماضي، وفي خضمّ تزايد عدد الطلبة المغاربة الوافدين سنويا على كبريات مدارس التجارة أو مدارس الهندسة بالديار الفرنسية، بادر البعض منهم إلى تأسيس جمعية تهتم بواقعهم وتخلق جو صداقة وأخوَّة بينهم درْءً لقسوة الغربة.
بعْد سنوات قليلة من إنشاء الجمعية، التي اختار لها مؤسسوها من الطلاب المغاربة بفرنسا اسم « Association des marocains aux grands écoles »، توسع نطاق عملها، وباتتْ فاعلا بارزا يواكب مسار الطلاب المغاربة، سواء الراغبين في الالتحاق بالمدارس العليا بفرنسا، أو الذين يُتابعون دراستهم هناك.
خلالَ كلّ سنة يقوم شبابُ جمعية « AMGE » بتنظيم قافلة إلى عدد من المدن المغربية، مهمّتها تقديم النصائح والإرشادات لطلاب الأقسام التحضيرية لمدارس الهندسة والتجارة، والإجابة عنْ أسئلتهم المتعلقة بمتابعة الدراسة في المدارس العليا بفرنسا، وإحاطتهم بجميع المعلومات المتعلقة بهذا الخصوص.
ويستعدُّ طلاب المدارس العليا الفرنسية الناشطون بجمعية « AMGE » لتنظيمِ قافلة خلالَ الفترة الممتدة ما بين 09 و13 دجنبر الجاري، بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتجاري وفا بنك، وتنطلقُ القافلة، التي ستشمل 15 مدينة مغربيّة، من مدينة آسفي، وتنتهي بمدينة الدار البيضاء.
« بعد أزيد من عشرين سنة من العمل الجاد، أصبح لجمعيتنا رصيد مهم من الأنشطة والمواعيد السنوية »، يقول عمر بنسعد، أحدُ شباب الجمعية، باعتزاز، مشيرا إلى أنَّ القافلة التي تنظمها الجمعية إلى الأقسام التحضيرية بثانويات المملكة لا تهدف فقط إلى تزويد التلاميذ المغاربة بالمعلومات، بلْ، أيضا، تحفيزهم على اجتياز مباريات ولوج مدارس التجارة والهندسة الفرنسية بنجاح.
أنشطة « AMGE » لا تقتصر فقط على القافلة التي تنظمها في المغرب، بلْ تقوم، أيضا، بأنشطة في فرنسا، يستفيدُ منها الطلابُ المغاربة الذين يدرسون هناك، وتسعدُّ الجمعية، في هذا الإطار، لتنظيم التظاهرة السنوية المخصصة لفتح المجال أمام الطلاب المغاربة الذين يتابعون دراستهم بفرنسا للقاءِ مسؤولي الشركات المغربية الوازنة.
وتستعدّ الجمعية لتنظيم تظاهرتها السنوية بالعاصمة الفرنسية باريس، والتي ستبلغ هذه السنة دورتها العشرين، يوم 22 يناير القادم، وتشهد قدوم شركات مغربية كبرى لملاقاة الشباب المغربي أو الأجنبي الطامح إلى الحصول على فرصة شغل أو تدريب مهني بالمغرب. وتندرج التظاهرة، كجميع الأنشطة التي تنظمها الجمعية، في إطار العمل التطوعي.
ولمدّ الجسور بيْنَ الطلاب المغاربة الذين يتابعون دراساتهم العليا في فرنسا، تنظم الجمعية سلسلة من الندوات تحت عنوان « يوميات الشباب المغربي »، تمتدّ على مدى ثلاثة أيام، تتمحور حول الواقع المغربي من المنظور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، يُحاضر فيها سياسيون ومفكرون مغاربة.
عن موقع هسبريس
