بعد أكثر من أسبوعين على حالة الهيجان التي بدت على رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، وهو يطالب وزيره في التربية الوطنية والتكوين المهني، رشيد بلمختار، بالتراجع عن فرنسة بعض مواد الباكالوريا، إلا أن المسؤول عن السلطة التنفيذية لم يفلح في مهمته بعد.
ويبدو أن الوزير « التقونقراطي »، الذي التحق بحكومة عبد الإله بنكيران ضمن نسختها الثانية، اختار منطق « تقطار الشمع » على « رئيسه المباشر » وهو يرفض الاستجابة لطلبه، الذي جاء بصيغة التقريع أمام ملايين من المغاربة، بالتراجع عن مذكرته التي وجهها إلى مدراء الأكاديميات الجهوية، والتي يشير فيها إلى الشروع في تدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية بداية من الموسم الدراسي الجاري.
الوزير، الذي استنجد بالملك أكثر من مرة لدفع صفة الوزير « التقنوقراط » عنه أمام البرلمانيين، ومعهم الوزراء في الحكومة، بالقول إن « صاحب الجلالة أعطاني مهمة، ودخلت لهذه الحكومة بهدف القيام بمهمتي، ولا يهمني أن أنجح أو أخفق، بقدر ما يهمني أداء المهمة التي أوكلت لي »، لم يُصدر، لحدود الساعة، أي مذكرة تطلب من مدراء الأكاديميات التراجع عن مذكرته السابقة، التي أصدرها بعيدا عن أعين رئيس الحكومة.
وبالوقت الذي كشف فيه مصدر مقرب من الوزير بلمختار أن ما صدر عن الوزير ليس مذكرة، وإنما مراسلة عادية إلى مدراء الأكاديميات الجهوية، أعلن أن « القرار بيد الوزير شخصيا، ولحدود الساعة لم يصدر عنه ما يلغي المراسلة السابقة ».
وسجل الوزير بلمختار، بحسب العديد من المتتبعين، سابقة في علاقته برئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، وذلك عندما عمد إلى إصدار مذكرة حول موضوع حساس يهم قضية مثار نقاش سياسي ومجتمعي كبير في المغرب، دون العودة لرئيسه، الذي اعتبر ما أقدم عليه وزيره في التربية الوطنية والتكوين المهني سيشعل النار في المملكة.
وردا على « الاستنجاد بالملك » في مواجهة الحكومة والبرلمان، قال بنكيران، خلال آخر جلسة برلمانية له، « الفرنسة ستشعل النار، والذي يعرفها هو رئيس الحكومة، والملك عندما أراد تعيين رئيس الحكومة اختار عبد الإله بنكيران، ولو أراد لاختار رشيد بلمختار لأنه يعرفه قبلي، لكن عيّنني لكي أقدر الأمور ».
مذكرة وزير التربية الوطنية تخص قرارا يقضي بتدريس مادتي الرياضيات والعلوم الفيزيائية باللغة الفرنسية ابتداء من الدخول المدرسي المقبل، 2016-2017، بالنسبة للجذع المشترك والأولى باكالوريا، بشعبتي العلوم والتكنولوجيات الميكانيكية، والعلوم الكهربائية.
ونصت المذكرة الصادرة عن وزير التربية الوطنية والتكوين المهني على تدريس المادتين العلميتين المذكورتين باللغة الفرنسية في السنة الثانية باكالوريا بمسلكي العلوم والتكنولوجيات الميكانيكية، والعلوم والتكنولوجيات الكهربائية، وذلك على غرار باقي المواد المميزة لهذه الشعب.
عن موقع هسبريس