في خضم السجال الدائر بين التيار الفرنكفوني المدافع عن « فرنسة » التعليم المغربي، وتيار المدافعين عن تعريبه؛ وموازاة مع الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، انطلق، مساء اليوم بالرباط، المؤتمر الوطني الثالث للغة العربية، الذي يناقش هذه السنة موضوع « اللغة العربية وسؤال المعرفة ».
رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، فؤاد أبو علي، حرص في كلمة بالمناسبة على توجيه ثلاث رسائل: الأولى إلى المدافعين عن اللغة العربية، والثانية إلى الأمازيغ، والثالثة إلى الفرنكفونيين الذين خاطبهم قائلا: « كفاكم تجرؤا على لغات المغاربة وهويتهم، وكفاكم لعبا بالنار ».
وحرص أبو علي على توجيه رسالة إلى الأمازيغ، مفادها أن « ضعوا أيديكم في أيدينا للدفاع عن اللغتين الرسميتين للبلاد »؛ وقال في هذا السياق إن « اللغتين الأمازيغية والعربية لهما مصير مشترك؛ وهو ما يقتضي خلق تحالف إستراتيجي للدفاع عنهما ».
وتابع رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، في الرسالة التي وجهها إلى الأمازيغ، قائلا: « تعالوا إلى كلمة سواء لمواجهة الخسارة التي ستلحق كلينا إذا لم تتضافر جهودنا ». وبالنسبة إلى الدفاع عن لغة الضاد قال أبو علي إنه « قضية وجود للوطن والأمة ».
من جهته اعتبر رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، في كلمة ألقاها نيابة عنه خالد الصمدي، أن « الاهتمام باللغة العربية وتطويرها يتعلق بورش تنزيل الدستور »؛ « وهذا يقتضي سياسة عمومية شاملة ومندمجة تتدخل فيها قطاعات عمومية ومؤسسات وطنية وجمعيات المجتمع المدني »، يقول بنكيران، لافتا إلى « ضرورة الانفتاح على اللغات الأجنبية ».
جميلة المصلي، الوزير المنتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، عرجت على المراحل التي قطعتها اللغة العربية قائلة إن « لغة الضاد كانت لغة علم ومعرفة يوم كانت الرحال تُشدّ إلى بلاد الإسلام؛ وعلى الرغم من بعض النكسات إلا أن هناك فجوات تسللت منها إشراقات »، مشيرة في هذا الصدد إلى « احتلال اللغة العربية الرتبة الخامسة على مستوى الناطقين بها ».
واعتبر عبد العزيز بن عثمان التويجري، مدير الإيسسكو، في كلمة ألقيت نيابة عنه، أن الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، والذي يصادف 18 دجنبر، « يؤشر على أنها استعادت مكانتها العالمية بعدما كادت تنزوي وتتقوقع على ذاتها »، داعيا إلى توطيد العزم وتكريس الجهود للنهوض بها.
وأضاف التويجري أن العالم الإسلامي يتحمل مسؤولية الدفاع عن اللغة العربية لحمايتها ومواجهة الدعوات المشبوهة لاستعمال العامية بدلا منها، لكنه حمل المسؤولية للدول العربية أكثر بقوله: « الدول العربية تتحمل المسؤولية مضاعفة لأن فيها أهلها الذين عليهم المحافظة عليها وتطويرها وحمايتها، وعقد لواء السيادة لها لا لغيرها، وإن كان تعلم اللغات الأخرى ضرورة حياتية ».
عن موقع هسبريس