أياما قليلة قبل بداية امتحانات الباكالوريا في المغرب يوم الثلاثاء المقبل، تعيش الجارة الشرقية للمملكة على وقع فضيحة كبرى تهمّ تسريبات كثيرة طالت أغلب مواد الاختبار الذي انتهى أمس الخميس، وحولت الباكالوريا في الجزائر إلى مهزلة تعليمية وأزمة سياسية.
وتعرضت مواد امتحان الباكالوريا في الجزائر إلى التسريب ساعات قبل انطلاق الاختبارات في العديد من مراكز الامتحان، وهو ما تبرأت منه نقابات تعليمية والأساتذة على السواء، لتقع المسؤولية على وزارة التربية الوطنية التي بدورها رمت الكرة بعيدا عن ملعبها.
واستطاعت مصالح الأمن الجزائرية تحديد هوية 31 شخصا عبر عناوينهم « IP » على الإنترنت، يبدو أنهم تورطوا بشكل مباشر في تسريبات الباكالوريا، فيما يتم الحديث عن شبكة تقف وراء تسريب الامتحانات لغايات ربحية بالخصوص، غير أنها تسريبات عصفت بمصداقية الباكالوريا الجزائرية.
وأقرت وزارة التربية الوطنية بالجارة الشرقية للمملكة بفشلها في حماية امتحانات الباكالوريا من التسريبات التي شوهت صورة الاختبار الوطني الذي كانت له مكانة اعتبارية فيما قبل، قبل أن يفقد تلك الهالة التي كانت تحيط به، وصار امتحانا عرضة للسخرية والتشكيك.
ومقابل التسريبات التي حدثت في أكثر مواد الامتحان بالجزائر، أعلنت وزارة التربية الوطنية أنها وضعت اليد على أصحاب الغش « التقليدي، أو الذين يستخدمون التكنولوجيات الحديثة، مثل الهواتف والساعات الذكية، حيث بلغ عدد الذين تم ضبطهم وطردهم 221 تلميذا ».
ورفضت الوزارة إعادة امتحانات الباكالوريا بالجزائر، لكونها « عملت كل ما في وسعها لتجرى الامتحانات في ظروف حسنة للمُمتحنين »، مطالبة بإعادة النظر في ترتيبات إجراء الباكالوريا، وتطوير أساليب مراقبة الامتحانات التي لم تعد تتماشى مع التطور التكنولوجي والمناهج البيداغوجية.
وفيما وصفت الصحافية الجزائرية امتحانات الباكالوريا لهذا العام بكونها « الأسوأ في تاريخ البلاد »، اتهمت وزارة التربية الوطنية بالجارة الشرقية جهات لم تكشف عن هويتها بالوقوف وراء التسريبات، وقال رئيس ديوان الوزارة: « إن كل الاحتمالات واردة، والباكالوريا قضية دولة، ومصداقية الباكالوريا من مصداقية البلاد ».
وأمام الاحتجاجات والانتقادات العارمة التي تلت عملية تسريب العديد من الامتحانات، والمطالبة بإلغاء هذه الدورة وإعادة الاختبار، أكدت وزيرة التعليم، نورية بن غبريط، أن الحسم في امتحان بكالوريا 2016 بيد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أو الوزير الأول عبد المالك سلال.
وبعد أن فشلت الجزائر في حماية امتحان الباكالوريا هذا العام، واندلعت فضيحة التسريبات بشكل شبه شامل لتعتبر الأسوأ منذ الاستقلال، يتطلع المغاربة إلى يوم الثلاثاء المقبل، موعد انطلاق أولى أيام امتحانات الباكالوريا، ويضع الكثيرون أياديهم على قلوبهم خشية حدوث تسريبات أيضا.
عن موقع هسبريس