لم يحل إصرار الحكومة المغربية على الحفاظ على اللغة الفرنسية كلغة ثانية في التعليم بجميع مستوياته، عوض الانتقال إلى اللغة الإنجليزية، دون تبوئ المغاربة صدارة شعوب منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من حيث قدرتهم على استعمال اللغة الإنجليزية، ما يؤكد الميل المتزايد للشباب المغربي إلى هذه اللغة، عوض الفرنسية الحاضرة بقوة في كل مناحي حياة الفرد المغربي.
وكشفت مؤسسة « Education First » العريقة، التي تعنى بدراسة اللغات عبر العالم، أن المغاربة تمكنوا في العام الحالي من التفوق على شعوب دول تعد الإنجليزية هي لغتها الثانية، وباتوا أكثر شعوب منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا امتلاكا لناصية اللغة الثانية في العالم.
واحتلت المملكة المركز الأول في منطقة « مينا »، والمرتبة 44 على الصعيد العالمي، من أصل 72 دولة شملها المؤشر، لكن ذلك لم يساهم في إخراجها من تصنيف الدول ذات المستوى « الضعيف » في استعمال اللغة الإنجليزية، إذ أفادت المؤسسة المذكورة بأن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعرف إتقانا « ضعيفا أو جد ضعيف » لهذه اللغة.
وبتتبع تطور إتقان المغاربة للغة الإنجليزية، يظهر أن تصنيف المغرب في العامين الماضيين كان في خانة الدول ذات الاستعمال « السيئ جدا »، قبل أن ينتقل في العام الحالي إلى قائمة الدول القادرة على استعمال اللغة الإنجليزية، ولكن بشكل « متواضع »، مع الإشارة إلى التقدم الذي يحققه المغاربة في هذا الباب مقارنة مع دول المنطقة، التي خضع بعضها للاستعمار الإنجليزي، ومع ذلك فمستوى استعمالها للإنجليزية « سيء جدا »، حسب وصف المؤسسة نفسها.
وقفز المغرب من المركز 52 على الصعيد العالمي في العام الماضي إلى المركز 44 في العام الحالي، متقدما بست مراكز؛ في حين كشفت المؤسسة ذاتها أن النساء هن الأكثر إتقانا للإنجليزية من الرجال في المغرب، إذ حصلن على معدل 52.52 من مائة نقطة، وهو تنقيط قريب من المعدل العالمي، بينما حصل الذكور على 48.06 نقاط؛ وهو رقم أقل من المعدل العالمي.
ومن الأسباب التي أدت إلى تطور استعمال المغاربة للإنجليزية نسبة استعمالهم للإنترنت؛ ذلك أن جل المحتوى الموجود على الإنترنت هو باللغة الإنجليزية، كما أن معدل الوصول إليه في المغرب يبقى مرتفعا مقارنة مع دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
عن موقع هسبريس