مبدع يحتذى به: مروان العلوي ابن الرشيدية أحد أكفأ المهندسين المعلوماتيين

مبدع يحتذى به: مروان العلوي ابن الرشيدية أحد أكفأ المهندسين المعلوماتيين

ابن الجنوب وبالضبط من الرشيدية، ولد في سنة 1986 ليصبح في 2014 واحدا من أكفأ المهندسين المعلوماتيين والمبدعين في ميدان إنجاز التطبيقات والبرمجة.

بعد إتمام دراسته الثانوية في شعبة الرياضيات، التحق بالأقسام التحضيرية شعبة الرياضيات والفيزياء ومن ثم المدرسة الوطنية للصناعة المعدنية شعبة الإعلاميات، ليصبح مهندس دولة اشتغل بعدة شركات أجنبية قبل أن يقرر الانتقال للعمل الخاص. المسار الدراسي كان مشابها لكثير من زملائه لكن النتيجة أنه عبقري متواضع يبدع في صمت بعيدا عن أضواء الكاميرات والشهرة.

اشتهر بموقع  » sybla TV » ثم ظهر مؤخرا بموقع carte.maالذي تطلب منه أكثر من عام لتحقيقه، هو الأول من نوعه للتجوال الافتراضي، بخدمة ثلاثية الأبعاد للزائر، وإمكانية التعرف على أهم الشوارع و الأزقة عن طريق صور بانورامية.

مروان المحرزي العلوي واحد من الطاقات الشابة التي لم تسلط عليها الأضواء كفاية ليعرفها المغاربة، في هذا الحوار نتعرف أكثر على الحياة الشخصية والمهنية لمروان.

كيف بدأ حبك للميدان التكنولوجي، والمعلوماتي؟ وإنجاز التطبيقات؟

بدأت قصتي مع افتتاح أول « سيبير » في مدينتي الرشيدية وكنت حينها في السادس إبتدائي، ومن ثم بدأ تعلقي بهذا العالم حيث تعلمت وقبل دخولي الإعدادي البرمجة بلغتي سي و بي إتش بي، وقمت بعدها بإنشاء أول موقع لي يعرف بإقليم الرشيدية وشاركت به في مسابقة برنامج كليك على قناة اماراتية، وبعدها وفي فترة دراستي الثانوية عملت في أوقات الفراغ كهاكر أخلاقي لحساب بعض الشركات الأجنبية.

وأنت طفل هل كنت تحلم بأن تكون ما انت عليه اليوم؟

سئلت هذا السؤال عندما شاركت في برنامج هؤلاء التلاميذ سنة 2000، وكان جوابي حينها هو مهندس اعلاميات، وذلك لأنه في فترة مراهقتي تأثرت كثيرا بإنجازات مهندسين غيروا مجرى العالم كدينيس ريتشي مخترع لغة سي ومصمم نظام التشغيل يونكس ولينوس تورفالدس وآخرين.

منذ ولوجك عالم إنجاز التطبيقات ما هي أهم منجزاتك التي أسست لمسارك الابتكاري؟

قمت بإنشاء أول تطبيق لنظام محمول في سنة 2007 وهو عبارة عن برنامج لإدارة المصحات يشتغل مع نظام ويندوز سي إي. بعدها وفي سنة 2012 قمت ببرمجة تطبيق « سيبلا ماروك » الذي يتيح معرفة بيانات المتصل من رقم غير مسجل في ذاكرة الهاتف، انطلاقا من الاسم والعنوان بالاعتماد على بيانات إتصالات المغرب، ويقوم تلقائيا بحفظ المعلومات التي حددها المستعمل والذي حقق نجاحا كبيرا في المغرب بعدد تحميلات فاقت المائة ألف في ظرف 15 يوما لكن للأسف تم منعه من قبل اتصالات المغرب التي هددت بمقاضاتي مما اضطرني لسحبه. بعدها قمت بإنشاء نفس التطبيق لدول أجنبية، وفي نفس العام اطلقت تطبيق « سيبلاتيفي » الذي غير طريقة بث التلفاز على الهواتف المحمولة من فلاش بلاير إلى طريقة أكثر سهولة تلائم جميع هواتف الأندرويد .

في بداية 2013 بدأت العمل على مشروع Carte.ma والذي يعتبر أول موقع للتجوال الافتراضي في كل الدول العربية، حيث يقدّم خدمة ثلاثية الأبعاد للزائر، ويمكّنه من التعرّف على أهم الشوارع والأزقة عن طريق صور بانورامية تم التقاطها مسبقاً، والذي بدا شبه مستحيل في الأول، فتطلب مني أكثر من عام لتحقيقه، وفي نفس الفترة قمت بإنشاء بعض تطبيقات الألعاب لهواتف الأندروي.

أما الآن فأنا أعمل على توسيع موقع carte.ma ليشمل كل مدن المغرب وأعمل أيضا على برمجة تطبيق لنظرات جوجل يسمح بترجمة فورية للغة الإشارات إلى الإنجليزية والعربية.

ما حقيقة مشكلتك مع شركة اتصالات المغرب التي هددت بمقاضاتك؟

بعد نجاح تطبيق « سيبلا ماروك »، تلقيت رسالة من (كازانيت) فرع إتصالات المغرب تخبرني بضرورة حذف التطبيق وإلا سأتعرض للمتابعة القضائية، فاضطرت للإستجابة لطلبهم مع أن التطبيق يستعمل بيانات متاحة مسبقا على الأنترنت.

بالنسبة لموقعcarte.ma الذي تعمل على توسيعه على كافة المدن المغربية، ما هو الهدف منه وكيف يمكن الاستفادة منه بالنسبة للمغاربة؟

لانعدام خدمة جوجل ستريت فيو في المغرب وفي كافة دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط قررت إنجاز موقع يقدم نفس الخدمة والتي تتيح للمستعمل التجول الافتراضي ثلاثي الأبعاد في كل شوارع المملكة باستعمال صور بانورامية تم التقطها مسبقا عن طريق كاميرات ذات تقنية خاصة مثبتة عموديا على سيارة لالتقاط صور بمجال 360 درجة. و يعد التسويق السياحي العالمي للمغرب من أهم ايجابيات الموقعحيث يمكن السياح من اكتشاف المعالم السياحية أو الفنادق والمطاعم بصور ثلاثية الأبعاد قبل زيارتها، ويمكن لكل من يرغب في مشاهدة مدينة معينة، أن يتجول فيها باستخدام الكمبيوتر أو الهاتف الذكي بصورة قريبة للواقع.

في الوقت الذي يجتمع كل المخترعين والمبتكرين بالعاصمة الإدارية أو الاقتصادية تختار الرجوع إلى الأصل والاستقرار بمدينة الرشيدية لماذا؟

أنا شديد الاعتزاز بمدينتي الرشيدية، فهدوؤها يعد واحدا من الدوافع التي جعلتني استقر فيها، وبها وجدت الذهن الصافي لكي اشتغل على مشاريع كانت تبدو لي مستحيلةومن شدة تعلقي بالمدينة قمت بتصوير فيديو بإستعمالدرون ، يصور أجمل الأماكن فيها من الجو.

هل قدمت لك عروض عمل من دول أجنبية؟

على مدار الأربع سنوات الأخيرة، تلقيت عدة عروض عمل من فرنسا إنجلترا وكندا، أماعلى مستوى مشروع carte.ma فتلقينا دعوات شراكة من شركة أجنبية للقيام بنفس المشروع في دول كمالي ولبنان.

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

أنا الآن أعمل على تطبيق لنظارات جوجل، الأول كما قلت مسبقا هو مترجم فوري يستخدم قدرات نظارات جوجل لترجمة الفورية من لغة الإشارات إلى الإنجليزية ولغات أخرى، والثاني هو تطبيق إسلامي للنظارات سيساعد في أداء الصلاة وقراءة القران.

عبقري مغربي يشتغل في صمت لماذا؟ هل لجهل الصحفيين بك أم لتعمدك الانعزال؟

في الحقيقة ، العديد من تطبيقاتي حققت انتشارا كبيرا على الساحة المغربية، و أهم شيء بالنسبة لي هو أن أعرف من خلال اختراعاتي وأن يستفاد منها من قبل كل مغربي على أن أعرف من خلال شخصيكما أظن أنني لا استحق لقب عبقريفي وجود عباقرة مغاربة كرشيد اليزمي المهندس المغربي الذي أحدثت طفرة في مجال الالكترونيات المحمولة والفائز بجائزة للهندسة توازي جازةالنوبل،والفلكية مريم شديد وآخرون ممن يعملون لتطوير الساحة العلمية المغربية في صمت والذي اتمنى أن يسلط عليهم الضوء ليعرفهم المغاربة بدل أشخاص يظهرون في كل القنوات ولا نرى لأعمالهم أثر.

كيف تقيم واقع الإبداع والابتكار في مجال المعلوميات والتكنولوجيا؟

في الحقيقة أنا أحمل الكثير من التفاؤل لمستقبل الإبداع في التطوير والبرمجيات في المغرب، ففي كل يوم نسمع عن ابتكار أو إنتاج جديد في هذا المجال كالمهندس زكرياء الفاسي الذي أضاف خاصية الهشتاج ثم المراسلة الصوتية في الفيسبوك أشهرا قبل ادراجها من قبل الشركة، أو كاختراع اي مووت الصالح للتحكم في الأيفون عن بعد. لذلك فأنا أظن أن المغرب سيشهد قريبا ثورة رقمية لا محالة، لأنه يزخر بطاقات شابة في هذا المجال تنتظر فقط التشجيع والفرصة للظهور والدعم.

عن موقع: هسبريس