معدلٌ قياسِيٌّ ذاكَ الذِي حازتْ به تلميذةٌ مغربيَّة في فرنسَا، على شهادَةَ البكالوريَا، في الآونة الأخيرة، حيثُ لمْ تكتفِ بنجاحٍ يضمنُ ميزةً متقدمةً في الشهادة، فسارت إلى تحصيل 20/21، لتكُون بذلك الأولَى على أكاديميَّة منطقة « بيكاردْ »، الواقعة في الشمال الفرنسِي، حتى اللحظة، في انتظار إعلانهَا الأولَى، على صعِيد الجمهوريَّة الفرنسية.
مريم بورحيل، التي أقفلت ربيعها الثامن عشر، في أبريل الماضي، وينحدرُ والدها من بني بوعياش، نواحي الحسيمة، أمكنها أنْ تحصل على معدلٍ 21.03 منْ 20، بعدمَا أتمت دراستها في ثانويَّة « فيليسْ كوتريتْ »، ، دون أن تتوقع الحصول يومًا على نقطة مماثلة، وهي التي تقول إنَّ مذاكرةَ الدرُوس بالنسبة إليهَا شيءٌ يبعثُ على السرور، ويعلمُ أشياء عظيمة.
في مادة التربية البدنية لا غيرها، حصلت مريم على أقل نقطها، حيثُ لم تتجاوز 15 من 20، في الوقت الذي أحرزت 18 في التاريخ والجغرافيا، و19 في الفلسفة، و20 في اللغة الإنجليزيَّة والإسبانيَّة والعلوم الفيزيائيَّة والرياضيات وعلوم الحياة والأرض، دون الحديث عن شعبتينْ إضافيتين تتبابعهما، وتشملان اللغة اليونانية.
مريمْ أبدت عرفانًا لأساتذتهَا وأسرتها، بعدمَا علمتب أمر نجاحها بمعدلٍ هو الأعلى على الأكاديميَّة، حيثُ إنهَا لمْ تترد في القول إنَّ تفوقهَا كانَ بفضل أساتذتهَا وأسرتها، حتى وإنْ كان والدها الحاصل على شهادة البكالوريا في الرياضيات وعلوم الطبيعة، يشتغلُ كعاملٍ بسيط.
وإنْ لم يكن الأب قدْ ظفر بما أراد، فإنَّه حرص على أن يتفوق أبناؤهُ في دراستهم، حيث إنَّ أبناءه الثلاثة الكبار حاصلُون جميعًا على البكالوريا، فالأخت الكبرى لمريم حصلتْ، مؤخرًا، على شهادة الإجازة في العلوم الطبيعيَّة، وستتابعُ دراستها في سلك الماستر، السنة القادمة، فيما ينتظرُ أنْ تحصل الابنة الثانيَة على الإجازة في البيولوجيَا، ويترقبُ الابنُ اجتياز الدورة الاستدراكيَّة من الامتحانات.
مريم التي كانت فخر والدها، تحدوها الرغبة في دراسة الطب، بعدما ترددت في دخول تكوين يسمحُ لها أنْ تصبح خبيرة قضائيَّة، ويعبدُ طريقها نحو السياسة، لكن أحدهما لا يلغِي الآخر، وقدْ تدخل مضمار السياسة في يوم ما، يقول محمد، الوالد الذي قدم إلى المنطقة قبل ثلاثين عامًا، كدَّ فيها ليرَى ابنتها في مرتبةٍ « أولى »، تبعثُه على الفخر والاعتزاز.