ابتداءً من الموسم الدراسي القادم، سيكون بإمكان التلاميذ المغاربة المتمدرسين في سلك الثانوي التأهيلي، متابعة مسارهم لنيل البكالوريا باللغتين الانجليزية والاسبانية، إضافة إلى الفرنسية، بعد أن أعطى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، رشيد بلمختار، الضوء الأخضر لاعتماد المسالك الدولية لـ »الباك » المغربية بميزة « دولية ».
بلمختار، الذي ترأس اليوم بالرباط لقاء إعطاء انطلاقة « الباك » الدولية بلغتيها الأجنبيتين، قال إن المشروع يرمي إلى تحسين مستوى تمكن تلاميذ الثانوي التأهيلي من لغة أجنبية وإعدادهم لولوج التعليم العالي، وهو ما يتوافق، حسب بلمختار، مع مقتضيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين، خاصة « التحكم في اللغات الأجنبية » و »تلاؤم أكبر بين النظام التربوي والمحيط الاقتصادي ».
وأضاف الوزير، في اللقاء الذي حضره الوزير المنتدب لديه عبد العظيم كروج إلى جانب سفير إسبانيا بالرباط خوسي دي كارفخال والقائم بأعمال السفارة البريطانية بالمغرب ومستشار سفارة اسبانيا بالرباط في التربية وممثل مؤسسة » British Council Maroc « ، (أضاف) « انتظرنا لشهور عديدة من الاشتغال حتى نحصل على هذه النتائج ».
واعتبر بلمختار أن الإجراءات الجديدة « ضرورة ملحة للمغرب » من أجل دمج منظومته التعليمية في السياق الدولي، مشيرا إلى أن التجربة الجديدة تأتي لتلبية طلبات عدد من الشباب الراغب في تعلم اللغة الإسبانية والإنجليزية وثقافتهما.
ولمح الوزير إلى وجود مشاريع مماثلة قادمة في الطريق، دون أن يفصح عن تفاصيلها، فيما عدد « محاسن » اللغات الأجنبية المذكورة، بكونها واسعة الانتشار في العالم، تستدعي، وفقه، تشجيع الشباب والتلاميذ على تعلمها، خاصة في المؤسسات التعليمية.
من جهته، أوضح عبد العظيم الكروج، أن التجربة الجديدة سبقتها شهور من الإعداد « لكونها عملية مركبة ومعقدة »، مشيرا أن منظومة التعليم بالمغرب مرت من مرحلة تدريس اللغات الأجنبية إلى مرحلة أن تصبح لغةً للتعليم.
وتشدد وزارة التربية الوطنية على أن البكالوريا، في حالة اختيار المسالك الأجنبية، ستكون « وطنية مغربية بميزة ‘مسلك دولي' »، وفق خيار إحدى اللغات الأجنبية الثلاثة، فرنسية أو إنجليزية أو إسبانية.
المسالك الأجنبية الجديدة، ستحافظ على تدريس نفس البرامج المعتمدة، مع دعم تعليم وتعلم اللغة الأجنبية المتاحة كخيارات، (الفرنسية والإنجليزية والإسبانية)، بالرّفع من حصتها الأسبوعية وأيضا استعمالها بشكل تدريجي كلغة تدريس لبعض المجزوءات والمواد الدراسية.
وتشمل الجذوع المشتركة المحدثة برسم السنة الدراسية القادمة قسمَين للجذع المشترك العلمي وللجذع المشترك آداب وعلوم انسانية، حيث سيشمل خيار « الانجليزية » 3 ثانويات تأهيلية عمومية تابعة لثلاثة أكاديميات جهوية.
ويتعلق الأمر بثانوية أبي ذر الغفاري بالرباط، وثانوية مولاي عبد الله بالدار البيضاء، وثانوية علال الفاسي بطنجة؛ فيما سيشمل خيار « الإسبانية » كل من ثانوية الحسن الثاني بتطوان، والثانوية الجديدة بالناظور.
وستعمد الوزارة في خطتها الجديدة على مضاعفة ساعات تدريس الإنجليزية والإسبانية في الجذعين المشتركين العلمي وكذا الآداب والعلوم الإنسانية ، لتصل إلى 8 ساعات للأول و6 ساعات للثاني، مع تدريس بعض المواد غير اللغوية بإحدى اللغتين، كالرياضيات والمعلوميات وعلوم الحياة والأرض.
وستفتح البكالوريا الدولية، التي تعدها الوزارة « خيارا » وليس « إجبارا »، في وجه التلاميذ، وفق شروط الاستحقاق المبنية على معدل الامتحان الجهوي للسنة الثالثة إعدادي (50%)، زائد المعدل المحصل عليه في امتحان يتعلق باللغة الأجنبية المختارة .
جدير بالذكر أن وزارة التربية الوطنية أطلقت الموسم الدراسي الماضي، مسلك دولي للبكالوريا « لغة فرنسية »، شمل هذا العام 122 تلميذا في الجذع المشترك آداب وعلوم إنسانية (6 أقسام)، و347 تلميذا في الجذع المشترك العلمي (12 قسما)، على مستوى بعض الثانويات التأهيلية، فيما جرى هذا العام توسيع هذه التجربة بإحداث هذا المسلك بثانوية تأهيلية عمومية واحدة على الأقل بكل أكاديمية جهوية للتربية والتكوين.
عن موقع: هسبريس