بالتزامنِ مع عودَة التلامِيذ في المغرب، إلى حجرات الدراسة، جاءَ ثناءُ منظمَة الأمم المتحدَة للطفُولة « اليونيسيفْ » على تقدم المغرب في ضمان الولوج إلى التعليم، مقرونًا بتنبِيه إلَى أنَّ تفاوتاتٍ لا تزالُ قائمة في منظومته، وأنَّ « تعليمًا ذَا جودة »، لا يزال أمرًا غير متأتٍ لكثيرين.
« اليونِيسيف » لفتت في بيانٍ لها، إلى أنَّ الأطفال في المغرب وإنْ كانُوا يلجُون بنسبة 99.5 في المائة إلى التعلِيم الابتدائِي، إلَّا أنَّ كثيرين منهم ينقطعُون عن الدراسة قبلَ إتمام السلك الأساسي، ويتناقصُون بشكلٍ تدريجِي، ممَّا يجعلُ معدل التمدرس في حدود 87.6 في المائة، في المرحلة الإعداديَّة، وفِي 61.1 بالمائة، خلال مرحلة الثانوِي التأهيلِي.
ومن الأمُور المقلقة في منظومة المغرب التعليميَّة، حسب اليونيسيفْ، أنَّ ظاهرة الهدر المدرسِي تطالُ أطفال العالم القروِي بنسبة عالية، والفتيات، بجانب الأطفال في وضعيَّة صعبة، ممنْ يعانون إعاقة أوْ صعوباتٍ صحيَّة، ولا يتجاوز معدل تمدرسهم 32.4 في المائة.
الوثيقة ذاتها، تلفتُ إلى أنَّ تلامِيذ العالم القروِي في المغرب معرضُون لمعاناة أكبر في إنجاح الانتقال من مرحلة الابتدائِي إلى الإعدادِي، وأنَّ 69.5 بالمائة منهم فقط، من ينجحُ يعبرُون إلى السلك الموالي. على أنَّ معدل من يلجُون منهم الثانوِي يهبطُ إلى 30.6 بالمائة، ولا يتجاوزُ 21.9 بالمائة، وسط الفتيات.
تلامِيذُ العالم القروِي يكابدُون مشاكل على مستوى الاكتساب والتوجيه، وفق اليونيسيف، ذلك أنَّ 32 بالمائة فقط، من تلامذة السنة الرابعة في المرحلة الابتدائيَّة، يتقنُون المعارف الأوليَّة، زيادةً على غياب توجيه، و إشكالات أخرى مثل المحيط والجو المدرسي والعنف ضد الأطفال والتأخر المدرسي ونسبة تعميم التعليم الاولي، حتى أنَّ 11.3 بالمائة من الأطفال يسجلُون متأخرين بسنةٍ على الأقل، في الابتدائي، فيما يرتفعُ المعدل إِلَى 14.8 في العالم القروِي.
الوصُول إلى مقاعد الدراسة، ليسَ هدفًا في حد ذاته، حسب اليونيسيف، فالأهمُّ بالنسبة إليها هو ضمانُ تكوين ذِي جودة يهيءُ التلمِيذ للتكوين اللازم مستقبلًا، زيادة على أنَّ القطاع الخاص لا يزَالُ مهيمنًا على التعليم الأولِي في المغرب، فيما يستطيعُ ضمانُ تعليم أولِي جيد أنْ يكون جوابًا استراتيجيًّا لتحسين مردوديَّة التعليم ومعَالجة الإشكالات القائمة.
في سياق ذِي صلة، نوهت اليونيسيف بالتزام وزارة التربية الوطنيَّة والتكوين المهنِي، في إعداد استراتيجيَّة وطنيَّة للتعليم الأولي، باعتباره أحد مجالات الإصلاح بالإضافة إلى تعليم الأطفال في وضعيَّة إعاقة، على أنَّ تلك الإصلاحات تحتاجُ إلى انخراط أطراف أخرى إلى جانب وزارة التربية الوطنيَّة والتكوِين المهنِي، لتشمل الجماعات المحليَّة ووزاتي الصحة والتنمية الاجتماعيَّة، مع اضطلاع المجتمع المدنِي بدورهِ في التحسيس »، تقول ريجينا دي دومينيكيس، ممثلة اليونيسيفْ في المغرب.